واشار الدکتور کولیوند إلى موضوع المهاجرین واللاجئین الذین یعیشون فی ایران وقال إن المنظمات الانسانیة بما فیها جمعیات الصلیب الأحمر والهلال الأحمر وفی ضوء خبراتها التی اکتسبتها على مر السنین فی تقدیم المساعدات الانسانیة والاجتماعیة، قادرة على أن تکون شریکا فاعلا وموثوقا للمسؤولین الحکومیین والسلطات العامة فی حمایة الأشخاص المعرضین والمتضرین بمن فیهم اللاجئین والمشردین والمهاجرین.
وأضاف: کما تعلمون فإن ایران وعلى خلفیة الأزمات الدولیة والإقلیمیة خلال العقود الأخیرة فهی تقع فی منطقة متأزمة من ناحیة تنقل وتحرک السکان واللاجئین والمهارجین.
وفی معرض إشارته إلى الحدود الطویلة والمشترکة لایران مع عدة دول جارة قال کولیوند إن ایران وبسبب القواسم العقائدیة والثقافیة المشترکة مع جیرانها وکذلک التنوع فی الموقع ووجود الفرص الملائمة للحیاة داخل البلاد، تحولت إلى واحدة من الدول التی تستقبل المهاجرین، وهی تواجه وتعالج بشکل مباشر ودائم قضایا اللاجئین والمهاجرین والمشردین بسبب الصراعات.
وتطرق رئیس جمعیة الهلال الأحمر الایرانی إلى الدور البارز لجمعیته فی مجال الهجرة وقال إن ایران بوصفها بلد المنطلق والوجهة والترانزیت بالنسبة للاجئین والمهاجرین، لذلک فان الحکومة الایرانیة تمر بتحدیاتها الخاصة بها. وفی الوقت الحاضر، ثمة أکثر من 4 ملایین لاجئ یعیشون فی ایران، إذ أن فعالیات وبرامج الهلال الأحمر للسنوات المنصرمة فی مجال التنمیة والرفاهیة، أسهمت فی توفیر بعض الفرص المتکافئة بما فیها إمکانیة الدراسة والتعلم لجمیع اللاجئین والمهاجرین.
ورأى کولیوند أن جائحة کورونا باتت تمثل تحدیا جدیدا للهلال الأحمر الایرانی فی حمایة المهاجرین مؤکدا أنه على الرغم من حمایة اللاجئین وتقدیم الخدمات الواسعة لهم، فان تحدٍ مثل "جائحة کورونا" جعل من اللاجئین واحدا من أکبر الأقلیات المعرضة للضرر والمعرضة للخطر فی المجتمعات، لذلک فان الهلال الأحمر الایرانی وتأسیسا على رسالته فی دعم المهاجرین، ونظرا إلى عضویته فی اللجنة الوطنیة لمکافحة کورونا، تمکن من الحصول على قرار بتلقیح جمیع المهاجرین الشرعیین وغیر الشرعیین.
وتابع کولیوند إن الهلال الأحمر الایرانی بوصفه داعما ومعینا للحکومة قام بالتنسبق مع وزارة الصحة والشرکات الإنتاجیة، باستیراد 130 ملیون جرعة لقاح کورونا لیساهم فی تنفیذ عملیة التلقیح فضلا عن تخصیص مراکز لتلقیح المهاجرین واللاجئین وسائر الرعایا الأجانب المقیمین فی البلاد.
وأکد إن القیود المفروضة على الوصول إلى الموارد والناجمة عن العقوبات، تشکل عقبة کأداء أمام تلقی المساعدات الانسانیة، الأمر الذی یؤدی إلى إبطاء عملیة إمداد وإغاثة المتضررین والمهاجرین واللاجئین.
وأضاف الدکتور کولیوند إن الهلال الأحمر الایرانی ونظرا إلى الأزمات المختلفة فی البلاد، أرسى توجها جدیدا فی إسداء الخدمات التطوعیة، الأمر الذی ساهم فی تسریع وتسهیل تقدیم الخدمات فضلا عن تعزیز الرصید الاجتماعی بوصفه أهم رأسمال لهذه الجمعیة الشعبیة.
وأشار إلى التجریة الناجحة للهلال الأحمر الایرانی فی تحقق مبدأ التطوع وذلک من خلال تأسیس وتطویر "بیوت الهلال" مضیفا إن بیوت الهلال، تمثل فرصة لجعل الفعالیات والأنشطة تدور حول محور المجتمع وکذلک استقطاب المشارکة الجماعیة فی التخطیط وتوجیه الفعالیات والنشاطات. ومن جهة أخرى، فان تطویر بیوت الهلال، أدى إلى تغیر دور الجمعیة لتلعب دور عامل التسهیل والوسیط بدلا من التولی المباشر للقضیة.
وأکد رئیس جمعیة الهلال الأحمر الایرانی إن تطویر بیوت الهلال، زاد وأبرز دور الجمعیة بوصفها عامل التسهیل والوسیط بدلا من التولی المباشر مضیفا إن التوجه القائم على المجتمع فی إدارة الأزمة عن طریق تطویر القدرات والإمکانات المحلیة والمناطقیة وکذلک استقطاب المشارکات، یعد توجها فاعلا.
ودعا الدکتور کولیوند فی الختام قادة الجمعیات الوطنیة والاتحاد واللجنة للمساعدة على رفع العقوبات وقال إن دعم الجمعیات الوطنیة للهلال الأحمر الإیرانی فی تنفیذ الإجراءات الانسانیة، یستحق الإشادة والتقدیر، معربا عن جزیل شکره وامتنانه لذلک.